تكمن أهمية هذا الكتاب أنه لا يكتفي بسرد المبادرات ولكنه يتطرق إلى سياقاتها السياسية فيوضح الظروف التي نشأت فيها وبخلفيات إطلاقها والأطراف المعنية بها وكيف تفاعلت معها هذه الأطراف، مع العديد من التحاليل والاستنتاجات المتعلقة بكل مبادرة. وقد تم الاهتمام في هذا الكتاب بالمبادرات التي عايشتها بنفسي وكنت أحد صانعيها أو فاعلا في صياغتها أو مشاركا في خدمتها والترويج لها، كما ركزت على المبادرات التي بقيت في الذاكرة الجماعية والتي تناقلتها وسائل الاعلام وأثرت في وقت ما في الرأي العام، وقد يلاحظ القارئ أنني فصلت كثيرا في المبادرات الأخيرة، خصوصا التي صدرت في زمن رئاستي للحركة، وذلك شيء طبيعي، باعتبار قرب أحداثها وتوفر تفاصيلها في الذاكرة خلافا لمبادرات قديمة نسيت كثير من تفاصيلها إذ لم تدون. ولعل من أهم فوائد هذا الكتاب هو تصحيح خطأ قلة التدوين في الزمن الذي تكون فيه تفاصيل الأحداث شاهدة وصانعةها ومتابعوها ومشاهدوها لازالوا حاضرين شهودا عليها يمكنهم تقديم ملاحظاتهم بشأنها.

يمثل هذا الكتاب زبدة تجربة طويلة ومطالعات واسعة وملاحظات كثيفة في مجال العمل الإسلامي ومحاولات الاستنهاض الحضاري للأمة كتبه د. عبد الرزاق مقري بمناسبة مؤتمر دولي حقق نجاحا كبيرا هو المؤتمر السادس لمنتدى كوالالمبور ” الاستنهاض الحضاري ومشاريع الإحياء في الأمة” وقبيل مغادرته رئاسة حركة مجتمع السلم بعد نهاية عهدته الثانية، والمسؤوليات التنفيذية في الحركة الإسلامية بعد تدرج فيها قارب الخمسة عقود.
قدم لهذا الكتاب الشيخ راشد الغنوشي والدكتور علي الصلابي وأشاد بفحواه الكثير من العلماء والدعاة مثل الشيخ عصام البشير، و د. طارق السويدان والعديد من قادة العمل الإسلامي في العالم العربي.

كتاب “صدام الحضارات: محاولة للفهم” للدكتور عبد الرزاق مقري، هو كتاب مطبوع له صدر عام 2003 عن دار الخلدونية؛ وهو بحث قدمه لمركز ” المنظور السياسي” للدراسات والاستشارات يوم 12 أبريل 2003 بلندن.
وهو كتاب يتناول بالدراسة الكتاب المشهور لصامويل هنتنغتون الذي يتضمن توجهات استراتيجية ومخططات وسياسات قدمها الكاتب لقادة الدول الغربية لضمان استمرار هيمنة الحضارة الغربية ومنع الحضارات الأخرى من مزاحمتها في الريادة، وهي الخطط والسياسات التي صارت تطبيقاتها واضحة في العالم كله.

هذا الكتاب هو الفصل الأول من كتاب “البيت الحمسي” الأصلي الذي كان يحتوي، بالإضافة إلى هذا الفصل، على فصل ثان يتضمن مجموعة وثائق تتعلق بالموضوع وتعضده كنت قد كتبتها عبر مراحل عديدة من مساري التنظيمي والفكري والدعوي والسياسي.
الفكرة الأساسية التي يشتمل عليها الفصل الأول هي تحديد الوظائف الأساسية للعمل الإسلامي والدعوة إلى الفصل بين هذه الوظائف مؤسسيا وهيكليا عبر مسار متدرج يحافظ على مكتسبات مراحل مضت من حياة الصحوة الإسلامية، ويُمكّن من التعامل الجيد والفعال مع التحديات الراهنة.
ونظرا إلى أهمية هذه الفكرة والنقاش الكبير القائم بشأنها بين مفكري وقيادات الحركة الإسلامية عبر العالم، وبالنظر إلى الحجم الكبير الذي صدر به كتاب “البيت الحمسي” في طبعته الأولى (400 صفحة) رأيت أن أطبع الفصل الأول بمفرده حتى أسهِّل اقتناءه وقراءته لمن يريدون الاستفادة منه ومناقشته.
ولكي تبقى الفكرة مجردة حاولت أن أنزع منها البعد الشخصي في التقييم فنزعت من الفصل الأول ذاته فرعا طويلا كان يتعلق بتقييم تجربة حركة مجتمع السلم وبتجربتي الشخصية في مختلف وظائف العمل الإسلامي.

جاء هذا الكتاب نتيجة تداخل ظروف متعددة، دون تخطيط مسبق مني. بدأتُ بكتابة دراسة قصيرة حول آليات مكافحة الفساد ضمن مشروع يشرف عليه مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بالتعاون مع منظمة ستريت لو، لكن أثناء الكتابة وجدت متعة كبيرة في البحث والتأليف دفعتني إلى التوسّع في الموضوع.
ثم طُلب مني تقديم مداخلة حول الإصلاح والمصالحة، فوجدت أن موضوع الإصلاح يرتبط عضوياً بموضوع الفساد، فجمعت بينهما في عمل واحد يقدّم رؤية فكرية متكاملة مستمدة من القيم الإسلامية ومقاصد الشريعة.
وهكذا وُلد هذا الكتاب، ليكون ثمرة تجربة فكرية جمعت بين التأمل في مفاهيم الإصلاح ومكافحة الفساد، ومحاولة وضعهما في سياق عملي يخدم واقعنا العربي والإسلامي.

كتاب “فكرنا السياسي” إصدار فكري من 240 صفحة صدر عن دار الخلدونية للنشر والتوزيع دوّن من خلاله الدكتور عبد الرزاق مقري جانبا من مساهماته الفكرية التي يقوم بعرضها في السنوات الأخيرة في العديد من المحاضرات والندوات والمؤتمرات في داخل الوطن وخارجه وهو كتاب يشمل ثلاث مواضيع مهمة

“الإسلام والديمقراطية، نحو مواطنة فعالة” كتاب موجه للعامة، الكبار والشباب والطلبة كوسيلة للدفع بالحوار والنقاش حول كيفية تواصل مبادئ الإسلام ومفاهيمه بأسس وقواعد الديمقراطية.
ويمكن لعلماء الدين والأئمة والسياسيين والتربويين وقيادات المجتمع استعمال هذه الوسيلة عند قيامهم بالتحاور والنقاش مع مواطنيهم حول العلاقة بين الإسلام والديمقراطية. “الإسلام والديمقراطية” كتاب موجه إلى كل فرد، أينما كان موقعه على الطيف السياسي، والكتاب لا يتبنى موقفًا سياسيًا.

قبل الحراك .. كتاب شاهد على كفاحنا السياسي ضد الفساد والفشل، حين كان الفاسد مسيِّداً والفشل مستأسداً؛ حين كانت الانتهازية شطارة وذكاء، حين كان صدعنا بالحق ضد العصبيات التي نهبت البلد تطرفاً، بل جنوناً، عند العديد من النخب التي اختارت الخضوع؛ خوفاً أو طمعاً.

كتاب قبل الحراك هو سلسلة مقالات كتبتها في نقد برنامج حكومة أويحيى سنة 2017، نقداً لأنها عبرت فيه عن تيه حكومات عبد العزيز بوتفليقة وأكذوبة “برنامج فخامة الرئيس”، ثم أتبعْت النقد بمواضع عدة في البدائل التمويلية ما بعد المحروقات: في الرؤية العامة، وبيئة الأعمال، والتسيير الرشيد للميزانية، والتحصيل الضريبي، والصيرفة الإسلامية، والانتقال الطاقوي.

قبل الحراك .. كتاب خططت كلماته قبل أن يتكلم الجميع؛ فقراته محفوظة، تشهد على زمن المقاومة السياسية بكل الطرق المتاحة، فكانتْ تلك المقاومة التي لم يُضعفها ترهيب ولا ترغيب، ولم تعدم البدائل والحلول. هي مسيرة تشكيل الوعي .. إلى أن جاء الحراك الشعبي .. ولا يزال الطريق متواصلا.

موضوع هذه المساهمة هو عن الدولة المدنية وكيف ننظر إليها في الساحة الإسلامية، شاركت به في منتدى كوالالمبور، أيام 10-13 نوفمبر 2014. وقد عزمت على طبعه مباشرة بعد المنتدى، حتى لا يتسبب تطويره في إطالة ظهوره، كما حدث مع غيره.

يعتبر هذا الموضوع من أكثر ما يتحدث فيه العاملون في الساحة الفكرية الإسلامية، وتتباين بخصوصه الآراء بين متشدد يرفض عبارة الدولة المدنية وكل ما يتعلق بالمصطلحات السياسية العصرية الناشئة في البيئة الغربية، ومتساهل لا يجد حرجا في أن يأخذ هذه المنتجات كما جاءت من الغرب أو قريبا جدا من ذلك.

هذا الكتاب هو الفصل الثاني من كتاب “البيت الحمسي: مسارات التجديد الوظيفي في العمل الإسلامي”، وقد رأيت أن أفصل بين الفصلين في كتابين منفصلين لتسهيل الاستفادة من مضمونهما، حيث إن الكتاب الأصلي صدر في مصنف كبير من 400 صفحة قد لا يتشجع المشغولون كثيرا لاقتنائه. حافظت للكتاب الجديد الذي يتعلق بالفصل الأول على نفس العنوان ونفس الغلاف، باعتباره هو الذي يتضمن الفكرة الأساسية للكتاب، وجعلت لهذا الكتاب الذي يتعلق بالفصل الثاني عنوانا آخر هو: “وثائق في الفكر والدعوة والسياسة”، حيث إنه يتضمن وثائق تتعلق بالفصل الأول ولكنها منفصلة في السياق والتاريخ والظروف التي صدرت فيها. وهي وثائق لا تقل أهمية عن مضمون الفصل الأول. فهي تمثل محطات مهمة في المسار الذي رسم القناعات الفكرية والسياسية والدعوية المبثوثة في فروع الفصل الأول.